انتخابات الرئاسة: Mediapart الفرنسية تنجز تقريرا بعنوان: “محجبات أو غير محجبات..المسلمات بفرنسا كلهن خائفات”
لأكثر من 30 عاما، أشبع الهوس حول الحجاب النقاش في الأوساط الفرنسية، ولم تكن الحملة الرئاسية الحالية استثناء، حتى إن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تعتزم حظره في الأماكن العامة إذا تم انتخابها..
بهذه التوطئة بدأ موقع “ميديابارت” (Mediapart) الإخباري الفرنسي تقريرا قال إنه تعمد إعطاء الكلمة فيه لأول المعنيين بهذا الأمر، ويقصد النساء اللواتي أذهلتهن هذه الخلافات المتكررة.
وتحت عنوان “محجبات أو غير محجبات… المسلمات بفرنسا كلهن خائفات”، قالت الكاتبتان رشيدة العزوزي وفائزة زروالة إن السنوات الخمس الماضية فاضت بالجدل حول هذا الموضوع شديد الاشتعال في النقاش العام.
وذكرتا، في هذا الإطار، أن مجلس الشيوخ الفرنسي حاول قبل شهرين فقط منع السيدات اللاتي يرتدين الحجاب من التنافس في المسابقات الرياضية.
كما قال وزير التعليم الفرنسي الحالي جان ميشيل بلانكير في نهاية عام 2019 “الحجاب غير مرغوب فيه في مجتمعنا”، وذلك على أثر مطالبة أحد المنتخبين عن حزب التجمع الوطني المتطرف بمنع أم محجبة من حضور اجتماع لمجلس بلدي في إطار نشاط مدرسي.
وفي عام 2020 انسحب نواب عن حزب التجمع الوطني ونائبة عن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون من جلسة استماع في الجمعية الوطنية لأنهم لا يريدون حضور مداخلة لطالبة محجبة بشأن جائحة كورونا، كما ألغي حزب ماكرون ترشيح سيدة في ماي 2021 لانتخابات المقاطعات لا لشيء سوى لأنها محجبة.
وهذه الأحداث -وفق الكاتبتين- ليست سوى غيض من فيض وهي وما شابهها من أحداث تساهم في تعميق الهوة بين المواطنين المسلمين والقادة السياسيين بفرنسا، تلك الهوة التي فاقمها بالفعل قانون مناهضة الانفصالية وما نتج عنه من تفش للإسلاموفوبيا ولعدم الثقة بهؤلاء السياسيين.
وأكدت الكاتبتان أن مسألة الحجاب أصبحت في فرنسا قضية خلافية بشكل مفرط، وضربتا أمثلة على ما تعرضت له بعض المسلمات من مضايقات بسبب الحجاب.
فإيزابيل، مثلا، لا تزال غير قادرة على استيعاب أن يكون الوشاح الذي يغطي رأسها هو موضوع نقاش وطني، وهي ترتدي الحجاب منذ 23 عاما، ولا تزال مندهشة من كون ارتداء الحجاب ماثلا في قلب النقاشات بفرنسا عاما بعد عام.