مغاربة العالم يستمرون في ترسيخ أواصر التضامن تجاه ضحايا زلزال الحوز من خلال حملاتهم التطوعية في المناطق المنكوبة

استمر مغاربة العالم في تقديم كل المساعدات اللازمة للأسر المنكوبة إثر الزلزال الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة 8 شتنبر.. وجندوا روحهم التضامنية لتنظيم حملات جمع تبرعات سواء بمبادرة فردية أو عن طريق جمعيات.. كما هو شأن إحسان الوهابي وزوجها وفتيحة سعدون القاطنون ببلجيكا وكذا زهير جبيح، ضابط الوقاية المدنية بهولندا.

لبت الفاعلة الجمعوية إحسان الوهابي المغربية المقيمة بالديار البلجيكية رفقة زوجها نداء التضامن في الساعات الأولى من وقوع زلزال الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر وإشراك الفاعلين الجمعويين بالمغرب لأجل تقديم المساعدات والمواد الغذائية والطبية اللازمة لإغاثة الأسر المنكوبة.

وكتبت إذاعة RTBF البلجيكية في روبورتاج حول الموضوع: “شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية تتمايل بين قطع الخرسانة المتناثرة على الطريق. ينظر العديد من المتضررين بعيون فارغة إلى مرور القافلة. لا توجد منازل قائمة بعد الآن. منطقة تالات نيعقوب أصبحت مجرد حقل هائل من الأنقاض. هذا هو المكان الذي ضربه الزلزال بأكبر شدة واستغرق الأمر عدة أيام لتنظيف الطريق إلى هذه المنطقة النائية في جبال الأطلس الكبير. تم ترك سكان المنطقة لأنفسهم لعدة أيام. بعد أسبوع من الزلزال، بدأت المساعدات الحكومية والإنسانية في الانتشار”.

 وأضاف ذات المنبر: “استطاعت حسناء وزوجها محمد جمع مبلغ كبير للتبرع به لفائدة العائلات المتضررة من الزلزال في بلجيكا. وصلت التبرعات بكثرة. ومن خلال التبرعات المالية، استطاعوا شراء كمية كبيرة من المواد. “نحن نعمل مع جمعية موثوقة في المنطقة. إنهم يعرفون الجبل جيدًا ويعرفون في أي قرى لا يزال هناك احتياجات.” حسناء الوهابي تركض في كل مكان وتجند جهودها في تحميل الشاحنة بسرعة، والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع المتبرعين، وتنظيم الرحلة. مواد الإغاثة كانت عبارة عن حفاضات، حليب، مصابيح، أغطية وأفرشة. تم تجميع كل شيء في البداية وتنظيمه للتوجه بعد ذلك إلى قرية إفورير”. وكانت المساعدات أيضا تنكب على الجانب الإنساني من خلال مواساة واطمئنان الأسر المتضررة لتخفيف وطأة الصدمة والفزع الذي عاشته تلك الأسر في القرى المعزولة.

من جهتها، تجند الفاعلة الجمعوية في بلجيكا نجاة سعدون رئيسة جمعية “دار الورد” جهودها بشراكة مع الجمعيات الخيرية بالمغرب وببلجيكا لإرسال المواد الغذائية للأسر المنكوبة مع إرسال دعوة لجميع الأطباء والممرضين للاستجابة إلى نداء الدعم الطبي لهؤلاء المتضررين وكون فرقا خاصة لتقديم جميع أشكال المساعدة.

كما صرحت نجاة سعدون أثناء مشاركتها ضمن البرنامج الحواري لقناة أواصر تيفي “الحوز في قلوب مغاربة العالم” أن جمعيتها كانت سباقة في شراء الخيام بالرغم من ارتفاع الطلب عليها حتى تتمكن الجمعية من إيواء أكبر عدد ممكن من الأسر التي تظل في العراء ولم يعد لها ملجأ” . كما أضافت سعدون أنها تشتغل رفقة الفاعلين الجمعويين بالمغرب على مستوى 18 قرية بجهة شيشاوة وإيمينتانوت الذي يتكون من عدة دواوير. “استطعنا جمع مقدار مالي مهم من خلال مساهمات عدة مواطنين مغاربة حتى نستطيع شراء الخيام وما يلزم من المواد الغذائية وأولويتنا هو إنتاج أكبر عدد من الخيام المؤقتة”

من جهته، صرح محمد مطهر رئيس جمعية “شمس الأيتام” بكندا خلال مشاركته في البرنامج: ” بحكم بعد المسافة بين كندا والمغرب، ارتأت الجمعية تنظيم عملية جمع التبرعات المالية من خلال شركائها وإرسالها مباشرة لشركائنا في المناطق المنكوبة الذي يعدون شركاء موثوق بهم ويعرفون جيدا التركيبة الجغرافية لتلك المناطق”.

ولفت مطهر إلى أن الطبيعة الجغرافية لتلك الدواوير لم تساعد في ضمان توسيع عادل للمساعدات الإنسانية للأسر المنكوبة والجمعية الآن تشتغل على المرحلة الثانية من خطة عملها الإنسانية ألا وهي مرحلة المواكبة على المستوى المتوسط المدى والبعيد المدى من خلال إيجاد أشخاص متكفلين بالأطفال الذين فقدوا أبائهم وأمهاتهم في هذا الزلزال المفجع وكذلك الاشتغال على مرحلة إعادة الإعمار المؤسسات من ضمنها المدارس وإنقاذ المتضررين في أقرب الوقت”.

زهير اجبيح، الضابط في الوقاية المدنية بهولندا شدد على أهمية التفكير في المدى البعيد على مستوى مواكبة المساعدات الإنسانية والتفكير في إرسال مواد التسخين مع اقتراب فصل الخريف. وبهذا الخصوص، صرح اجبيح أنه بصدد التواصل مع طاقم عسكري لإرسال الأفرشة ومواد التسخين والضوء الصناعي عن طريق الطاقة الشمسية”.

كما أعلن زهير اجبيح خلال مشاركته ضمن البرنامج الحواري “الحوز في قلوب مغاربة العالم” أنه سيعقد اجتماعا مع مجموعة من المسؤولين الإدرايين في أمستردام لتنظيم عملية إرسال المساعدات والخيام التي تخضع لمعايير السلامة”. وزاد المتحدث قائلا: ” خصصنا طائرة في مطار “إيندهوفن” مشحونة بكل مواد المساعدة بتنسيق مع فريق مكون من 62 شخصا لديهم خبرة في علم الزلازل بعد موافقة السلطات المغربية “.