المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تخلد الذكرى الـ 67 لزيارة جلالة الملك المغفور له محمد الخامس لمدينة تطوان
خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم امس الاثنين، الذكرى السابعة والستين للزيارة الميمونة لجلالة الملك المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، لمدينة تطوان في 09 أبريل من سنة 1956.
وتم بالمناسبة تنظيم مهرجان خطابي بمقر عمالة تطوان، جرى خلاله تسليط الضوء على سياق ودلالات هذه الزيارة التاريخية التي وصفت بالحدث الوازن والمحطة البارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن جلالة الملك المغفور له محمد الخامس اختار ، في 16 نونبر 1955، مدينة الرباط عاصمة ملكه ومقر الإقامة العامة للحماية الفرنسية، آنذاك، ليزف لشعبه الوفي بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال وإعلان دخول بلاده مرحلة الجهاد الأكبر، جهاد قوامه بناء الوطن والإنسان، قبل أن يأتي الدور على هذه حاضرة تطوان الشامخة شموخ جبل درسة، كونها مركزا للسلطة الاسبانية ومقرا لقيادتها العليا ، ليزف منها يوم 9 أبريل 1956 بشرى الإعلان عن وحدة شمال الوطن بمناطقه الوسطى، لتنطلق بعد ذلك رحلة تحقيق الوحدة مع الأقاليم الجنوبية التي كانت لا تزال ترزح تحت نير الاستعمار.
وأضاف السيد الكثيري أن الزيارة الملكية الميمونة إلى مدينة تطوان جاءت كعربون وفاء وتقدير من جلالته، وتكريما لسياسييها ومناضليها ومقاوميها ولكل نسائها ورجالاتها على الأدوار الرائدة التي اضطلعوا بها والتضحيات الجسام في درب الحرية والوحدة الوطنية، بمختلف شرائحهم وفئاتهم السيوسيو ثقافية والمهنية التي اشتهرت بوطنيتها الخالصة وبحبها للعلم والعلماء وتفوقها في مجالات الثقافة والأدب والفنون وريادتها في العمل الصحفي والإعلامي، مبرزا أن تطوان كانت دوما مركزا عتيدا للمقاومة الصامدة وبوابة مشرعة للانفتاح الواعي والإيجابي والمؤثر والمتفاعل على مستوى الحوض المتوسطي.
وسجل المتحدث أن مدينة تطوان، كانت الصخرة التي تكسرت عليها أمواج الاحتلال الاسباني منذ ستينيات القرن التاسع عشر وإلى فرض نظام الحماية الأجنبية على المغرب في بداية العشرية الثانية من القرن العشرين، وشكلت ساحة للتدافع والتنافس من أجل مواجهة المحتل وثنيه عن التمادي في غيه وطيشه، بل وكانت حاضرة في جل الأحداث الوطنية الكبرى التي خاضتها الحركة الوطنية، عبر هيآتها وأحزابها السياسية وتنظيماتها الشبابية، التي أبلى قادتها وأعضاؤها البلاء الحسن في مناهضة الظهير البربري سنة 1930، وتقديم مطالب الأمة المغربية سنة 1934، والتضامن غير المشروط مع ضحايا القمع الفرنسي بواد بوفكران سنة 1937، وفي إصدار أول عريضة للاستقلال في 14 فبراير 1943 من طرف الجبهة القومية الوطنية المغربية بالمنطقة الخليفية، وتأييد وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 التي أصدرتها الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية، بتشاور وتنسيق تامين مع جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف أكرم الله مثواه.
وأشار الى أن تطوان أضحت الحضن الدافئ والملاذ الآمن لمقاومي ووطني المنطقة السلطانية وكل فار من جبروت الآلة البوليسية الاستعمارية الفرنسية بعد اندلاع ثورة الملك والشعب المباركة إثر نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الملكية الشريفة إلى المنفى في 20 غشت 1953.
وبخصوص وحدتنا الترابية، أكد المندوب السامي أن العديد من شركاء المملكة المغربية قد فهموا الرسالة وإلتقطوا الإشارة واستوعبوا الدرس، مضيفا أنه بما أننا نتواجد في مدينة تطوان، المدينة التي كانت ذات يوم من زمن الحماية، مقر المندوبية السامية الإسبانية، بأن نبارك التطور الملموس والتحسن البين والواضح للعلاقات المغربية الإسبانية، بعد إعلان دعم مدريد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذي مصداقية لتسوية هذا النزاع المفتعل، وهو الحدث الذي اعتبر تتويجا للدبلوماسية الحكيمة والفاعلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.