سفارة المملكة بأيرلندا ومؤسسة أرشيف المغرب تنظمان معرضا للصور والمخطوطات التي توثق للوجود المسيحي في المغرب لتسليط الضوء على قيم التسامح والعيش المشترك في المغرب
جرى، يوم الثلاثاء، بمدينة ”دون لاوجير” بجنوب دبلن، تنظيم معرض للصور والمخطوطات التي توثق للوجود المسيحي في المغرب وتبرز مظاهر العيش المشترك في المملكة، بمبادرة من سفارة المملكة في إيرلندا وبشراكة مع مؤسسة أرشيف المغرب.
وتميز حفل إطلاق هذه التظاهرة، التي ستتواصل إلى غاية 28 فبراير المقبل بفضاء “دي إل إر ليكسيكون”، بمشاركة دبلوماسيين ونواب وبرلمانيين ورجال دين، وممثلين عن الجالية المغربية.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال سفير المغرب في إيرلندا، لحسن مهراوي، إنه “لشرف كبير أن نجتمع حول قيم التسامح والعيش المشترك التي تبنتها المملكة المغربية عبر تاريخها وحتى اليوم، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأضاف السيد مهراوي أن المعرض، الذي يحمل عنوان “المسيحيون في المغرب: العيش المشترك”، يسلط الضوء على بعض الفترات غير المعروفة من التاريخ المشترك، مسجلا أنه يشكل دعوة للسفر عبر تاريخ المغرب لاستعادة 800 عام من الوجود المسيحي حتى عهد سلالة الموحدين.
ولم يفت الدبلوماسي التأكيد على أن تاريخ المملكة هو “تاريخ مشبع بقيم التسامح والسلم والعيش المشترك”.
من جهة أخرى، قال السفير إن هذا الحفل “يشكل أيضا مناسبة للاحتفاء بالعلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وإيرلندا. وهو درس آخر في صداقة تزداد قوة يوما بعد يوم، كما يتضح ذلك من خلال افتتاح أول سفارة إيرلندية في شمال إفريقيا في الرباط سنة 2021”.
وفي هذا الصدد، نوه السيد مهراوي بعمل مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرلندية المغربية وأعضاء الجالية المغربية الملتزمين ببناء المزيد من الجسور بين البلدين.
من جانبها، قالت عمدة مقاطعة “دون لاوجير – راتداون”، ماري هانافين، إن هذا المعرض هو طريقة “رائعة” لسرد قصة المغرب، حث يبرز أهمية العيش المشترك لهذه الأمة ذات الأغلبية المسلمة، والتي يعيش المسيحيون فيها في سلم ووئام.
وأضافت هانافين، وهي وزيرة تعليم سابقة، “هناك درس يجب أن نتعلمه هنا، سواء بالنسبة لإيرلندا، حيث خاض المسيحيون حربا بينهم ولم يكن باستطاعة الكاثوليك التعايش مع البروتستانت، ولكن أيضا لبقية العالم حيث غالبا ما تتعرض الأقليات الدينية للاضطهاد”.
وأكدت أن الدستور المغربي يضمن للجميع حرية ممارسة العبادة، كما يكفل حرية التعبير والتجمع، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت زيارتين بابويتين “مما يشهد على التقدير الكبير الذي يحظى به هذا البلد من قبل المسيحيين والفاتيكان”.
وسجلت وزيرة الثقافة والسياحة والرياضة السابقة، أن المغرب “ي روج لإسلام يشجع الحوار بين الأديان ويدين العنف وبالتالي يساهم في نشر السلم في العالم”.
يذكر أن معرض “المسيحيون في المغرب: العيش المشترك”، هو تظاهرة متنقلة تم تنظيمها لأول مرة في كاتدرائية كنيسة المسيح (كرايست تشورش) في دبلن في يونيو الماضي، قبل أن تحتضنها كاتدرائية “القديس ميل” في لونغفورد في نهاية عام 2022.
وستتواصل فعاليات هذا المعرض، الذي يستقبل مئات الآلاف من الزوار كل عام، إلى غاية 28 فبراير المقبل بفضاء “دي إل إر ليكسيكون” (Dlr Lexicon).