السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي: المغرب يضع جهوده في خدمة السلام والأمن في إفريقيا
جدد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، يوم أمس الاثنين 28 نونبر بأديس أبابا، التأكيد على التزام المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالمشاركة الكاملة في الحفاظ على السلام وتعزيزه في مناطق النزاع الرئيسية بالعالم، لاسيما بإفريقيا.
وأكد عروشي، في كلمة خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري السنوي الخامس بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ولجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة، المنعقد عبر تقنية المناظرة المرئية، أن المغرب لا يزال ملتزما بالكامل إلى جانب شركائه وأشقائه الأفارقة بضمان إرساء سلام دائم في إفريقيا، يضمن رفاهية وازدهار شعوب القارة.
وقال الدبلوماسي المغربي إن المملكة التزمت، منذ استقلالها، بالاستجابة لدعوات المجتمع الدولي من أجل منع النزاعات أو إعادة إرساء السلام والأمن في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن مشاركة المغرب تلقى إشادة من المجتمع الدولي، ولاسيما داخل الأمم المتحدة، المنظمة المسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين.
وأبرز عروشي أن القوات المسلحة الملكية مشهود لها بالكفاءة والتفاني ونكران الذات والشجاعة في الميدان، مشيرا إلى أن قوات حفظ السلام المغربية قد حظيت بالتكريم من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها نظير التزامها في عمليات حفظ السلام، التي شارك فيها المغرب منذ حصوله على الاستقلال.
وذكر الدبلوماسي المغربي بأن جهود المملكة لصالح السلام والأمن في إفريقيا تعكسها مساهمتها الفعالة في مختلف البعثات المنتشرة في القارة الإفريقية، وإقامتها للعديد من المستشفيات الطبية والجراحية الميدانية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الدعم الإنساني المقدم لمواجهة مختلف الأزمات، ولاسيما جائحة كوفيد -19.
واعتبر عروشي أن المملكة، واستنادا إلى خبرتها وإمكاناتها العملياتية، تضع جهودها في خدمة السلام والأمن في إفريقيا وتؤكد التزامها بالدفاع عن قيم السلام والأمن واحترام سيادة والوحدة الترابية للدول وفقا لمبادئ القانون الدولي، مضيفا أنه في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه القارة الإفريقية، يدعو المغرب إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، والتعاون الثلاثي، عبر اعتماد مقاربات شاملة ومندمجة، من خلال الحفاظ على السلام وتوطيده وتعزيز التنمية المستدامة.
وانطلاقا من واقع العلاقة الوثيقة بين السلام والأمن والتنمية، شدد عروشي على أنه لا سلام دائم بدون تنمية اقتصادية، كما تم التأكيد على ذلك خلال مؤتمر طنجة حول “تعزيز الارتباط بين السلم والأمن والتنمية، آفاق تكامل إقليمي”، الذي نظمته إدارة الشؤون السياسية والسلم والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي خلال الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر الماضي، تحت الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن.
وأشار إلى أن أشغال هذا المؤتمر قد توجت باعتماد إعلان طنجة، الذي كرس أهمية العلاقة بين السلم والأمن والتنمية في استراتيجيات وبرامج استتباب السلم والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف في القارة الافريقية، من خلال العمل مع كافة الأطراف المعنية على تنفيذ مشاريع رائدة ذات تأثير حقيقي على الحياة اليومية للمواطنين الأفارقة والساكنة الإفريقية، ” التي تعد أثمن مورد لقارتنا الإفريقية العزيزة”.
وبخصوص الوضع في القارة، أكد الدبلوماسي المغربي أن إفريقيا لا تزال، للأسف، مسرحا للعديد من النزاعات المسلحة التي زعزعت استقرار العديد من البلدان وأثرت بشكل دائم على ساكنتها.
وأعرب عروشي عن أسفه لأن هذه الصراعات قد رهنت، بطريقة أو بأخرى، أسس النمو الاقتصادي والتنمية البشرية، وأبطأت التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكذا أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.