دراسة لاتحاد النقابات البريطانية: عشرات الآلاف من العمال يضطرون لمغادرة أماكن عملهم بسبب العنصرية
كشفت دراسة اتحاد النقابات البريطانية أجريت على مدار عامين عن اضطرار عشرات الآلاف من العمال لمغادرة أمكان عملهم بسبب العنصرية التي يتعرضون لها إما بشكل مباشر أو بصورة متخفية وراء النكات والمزاح.
وحسب الدراسة التي قام بها الاتحاد النقابي الذي يعتبر الأكبر في بريطانيا، فإن الأقليات من أصول عرقية ودينية مختلفة هم الأكثر تعرضا للعنصرية والتنمر، وهو ما يجعلهم يفقدون الثقة بأماكن العمل ويلجؤون للمغادرة لعدم قدرتهم على التحمل.
وحسب موقع “الجزيرة.نت”، تكشف هذه الدراسة عن عمق مشكلة العنصرية في بريطانيا التي ما تزال تضرب وتحصد الآلاف من الضحايا في العمل كما في السياسة، حيث اشتكى أكثر من سياسي وسياسية من تعرضهم للعنصرية داخل أحزابهم بسبب خلفياتهم الدينية.
وكشفت الدراسة أن أكثر من 120 ألف عامل من الأقليات استقالوا من وظائفهم بسبب تعرّضهم للعنصرية في أماكن عملهم، حيث أدى التمييز الذي يتعرض له العاملون من الأقليات إلى غياب ثقتهم بأماكن العمل وباتوا يشعرون دائما أنهم معرضون لخطر التنمّر والعنصرية.
وتعتبر هذه الدراسة الأكبر من نوعها؛ حيث قامت باستطلاع رأي حوالي 3.9 ملايين من العاملين المنتمين للأقليات المختلفة. وأظهرت أن 1 من كل 4 عمال ذوي الأصول الإفريقية أو الأقليات المختلفة قد تعرض لمزحة عنصرية خلال السنوات الخمس الماضية.
وأكد 35% من العمال أنهم يشعرون بثقة أقل داخل أماكن العمل، وهو ما جعل 8% من العاملين من الأقليات يغادرون العمل.
والمثير أن 4 من كل 5 يتعرضون للعنصرية لا يبلغون عن الأمر رغم وجود قوانين لمحاربتها، والسبب هو الخوف من تأثر وضعهم المهني أو عدم أخذ شكايتهم على محمل الجد.
وعبّر 26% من العاملين عن عدم شعورهم بالراحة في أماكن العمل وتجنبهم النقاشات السياسية وغيرها، خوفا من سماع الكثير من التعليقات الحاملة لصور نمطية عن أقلية من الأقليات في المجتمع.
كما أكد 21% أن التعليقات العنصرية يتم توجيهها مباشرة لهم أو في حضورهم دون أن تتم معاقبة صاحب هذه التعليقات، وهي نفس النسبة التي قالت إنها تعرضت للتنمر المقصود سواء على المظهر أو اللباس أو لون البشرة.