طارق أبو النور، خطيب وباحث متخصص في الفقه الإسلامي بفرنسا يكتب في مقال رأي حول تفشي الإسلاموفوبيا: “هناك برامج تلفزيونية فرنسية مخصصة لنشهر الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين وتربطهم بشكل مباشر بالإرهاب”

كتب طارق أبو النور، خطيب مغربي وباحث متخصص في الفقه الإسلامي والمالكي مقال رأي نشره موقع « Mizane info »، يتناول فيه إشكالية صعود موجة العنصرية والكراهية في المشهد الفرنسي بعد مسيرة المساواة في عام 1981، حيث رغم تقدم بعض الأقليات في الاندماج، إلا أن العنصرية لا تزال حاضرة بشكل متزايد، خاصة في ظل ظهور نجوم تروّج للعنصرية ومعاداة الإسلام، حسب مقال الكاتب. وسلط أبور النورالضوء على البرامج التلفزيونية التي تشجع على كراهية المسلمين وتربطهم بشكل متعمد بالإرهاب، مشيرا أيضا إلى الهجمات والتهديدات التي تتعرض لها المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب، ويتناول قرار بعضهم مغادرة فرنسا بسبب هذه الظروف. يطرح التساؤل حول مدى جدوى مغادرة الوطن مقارنة بالصبر والمقاومة ضد العنصرية بوسائل قانونية، داعيًا إلى التنظيم والتوحد لوقف التهديدات التي تواجه التنوع الثقافي والاجتماعي في فرنسا.

إليكم نص المقال:

منذ مسيرة المساواة في عام 1981، قطعنا في فرنسا خطوات هامة، إلى حد رؤية انتخاب وزراء ومسؤولين كبار من أصل مغاربي أو أفريقي…

ومع ذلك، لم يتغيرمشهد العنصرية بل على العكس من ذلك، فقد شهدت الانتخابات الأخيرة ظهور “نجوم” للعنصرية والعداء للإسلام والمسلمين أكثر خطورة، حتى مع وجود وسائل الإعلام التي تروج لهم بكل استفاضة…

والآن نلمس نوعا من التجارة في موضوع كراهية الفرنسيين والفرنسيات ذوي الأصول الإسلامية. فهناك برامج تلفزيونية مخصصة لنشر الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين وربطهم بشكل متعمد مع الإرهاب. ويبتكر بعض المسؤولين السياسيين مفاهيم جديدة مثل استبدال السكان أو تحويل أوروبا إلى الشريعة!

ويؤكد آخرون، بشكل أكثر اعتدالًا، على العلاقة الهيكلية بين المسلمين والبطالة، والمسلمين والجريمة، بدون أدلة…

وهكذا، مندفعين بفعل هذه الخطب الكراهية، نشهد اعتداءات وتدميرًا وتهديدات للأفراد وأماكن عبادة المسلمين…

وتكون النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب هنّ الأكثر تعرضًا لهذه الاعتداءات البغيضة، تكاد تكون يومية وتكاد تكون روتينية.

وهكذا، اختار العديد منهم مغادرة وطنهم الحبيب، فرنسا، بشكل مرغوب للغاية…

ولكن هل هذا هو الحل؟

كثيرون شاركوني خيبتهم بمجرد وصولهم إلى بلد الوجهة… صعوبات الاندماج، نظام صحي مكلف وغير فعّال، نقص الأمان، حواجز ثقافية ولغوية، خاصة بالنسبة للمعتنقين الذين يجدون أنفسهم أحيانًا في حالة تشدد خطيرة وعزل مقلق.

بالطبع، أرض الله واسعة وكل شخص حر في الرحيل حيث تكون الحياة الأرض مشبعة بالأراضي الخضراء وحيث يشعر بالراحة…

ولكن هل لا ينبغي أن نستمر في الصبر ومحاربة أي شكل من أشكال العنصرية والتمييز بوسائل قانونية بدلاً من الاستسلام والاستقالة وترك وطننا لهؤلاء الظالمين؟

أليس من الضروري التنظيم والتوحد مع القانونيين لوقف النزيف الذي يهدد بتدمير بلدنا الجميل وتلك التنوع الثرية والتي كانت دائمًا قوته وثروته؟

هل سيكون من الطوباوية أن نستمر في الاعتقاد بوجود أناس صالحين في بلدنا؟ لنستمر في المقاومة ضد الكراهية والرد على القبح بالجمال.