صحيفة ” صحيفة تاغيس تسايتونغ” الألمانية: ارتفاع كبير للعنصرية والتطرف اليميني بالبلاد والحكومة الألمانية تشدد على تفكيك الهياكل اليمينية المتطرفة
أثارت نتائج دراسة أشرفت عليها مؤسسة فريدريش إيبرت المقربة سياسيا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، القلق في ألمانيا، إذ أن النتائج بينت ارتفاعا كبيرا للعنصرية والعداء للأجانب في ألمانيا مقارنة بالسنوات السابقة، وبحسب صحيفة تاغيس تسايتونغ الألمانية التي نشرت تقريرا مفصلا عن الدراسة فإن النتائج الصادمة أظهرت أن واحدا من كل اثني عشر شخصا في ألمانيا لديه نظرة يمينية متطرفة للعالم.
وبحسب الدراسة التي أجراها فريق بحث من جامعة بيليفيلد نيابة عن مؤسسة فريدريش إيبرت والتي بدأتها الجامعة منذ عام 2002، ويتكرر بحث معطياتها مرة كل عامين، فإن انتشار المواقف اليمينية المتطرفة بين السكان في ألمانيا زاد بشكل حاد منذ عام 2021. وتمت مقابلة حوالي 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و90 عاما في يناير وفبرايروذلك من أجل قياس التوجهات.
وأظهرت النتائج وجود ثمانية في المئة من المستطلعين لديهم توجه يميني متطرف واضح. ومقارنة بأعوام ماضية فقد أظهرت الدراسة زيادة نسبة التوجه نحو اليمين المتطرف بالنسبة للمستطلعين الألمان، حيث كانت هذه القيمة بين اثنين وثلاثة بالمئة فقط.
وأشارت الدراسة إلى أن واحدا من كل اثني عشر شخصا بالغا (8.3%) يتبنى حاليا وجهة نظر يمينية متطرفة، وكانت نسبة هؤلاء تتراوح بين 2 و3% في الأعوام الماضية. ووافق حوالي 20% من الألمان إلى حد ما أو كلية على عبارة: “بلادنا الآن أشبه بالديكتاتورية أكثر منها بالديمقراطية”.
وبعد تقديم دراسة حول مدى تبني الألمان لوجهات نظر يمينية متطرفة، دعت وزيرة الأسرة الألمانية ليزا باوز إلى معارضة هذا التوجه. وقالت باوز في تصريحات إنه يجب إيقاف المتطرفين اليمينيين ومواجهتهم، معربة عن قلقها البالغ من نتائج الدراسة التي أظهرت أن خُمس الألمان يرون أن بلدهم أصبح الآن أقرب للدكتاتورية منها إلى الديمقراطية، مشيرة إلى أن الديمقراطية تكون في بعض الأحيان شاقة ومرهقة على مستواها الإجمالي والتفصيلي، وقالت: “لكن الديمقراطية جلبت السلام والحرية لبلادنا لأجيال. نحن مدينون لها بغياب الدكتاتورية”.
حاليا، في جميع الفئات العمرية، تظهر النتائج وجود تأييد من قبل خمسة إلى سبعة بالمئة من المستطلعين أن يحكم ألمانيا ديكتاتور مع حزب واحد قوي وبأن يعتبر الحاكم زعيما (كناية عن الاستبداد والتحكم المطلق بالأمور).
وبينت الدراسة “ينظر المزيد من الألمان إلى الأزمات على أنها أزمات وطنية. وهذه الأزمات تصيب الأشخاص الذين لديهم رأس مال أقل بشكل أقوى. ومن بين المشاركين في الدراسة من ذوي الدخل المنخفض، يشعر واحد من كل شخصين (48 في المائة) بأنه متأثر شخصيا بالأزمات، وذلك مقارنة مع 27.5 في المائة من ذوي الدخل المتوسط و14.5 في المائة فقط من أصحاب الدخل المرتفع”.
وبناء على النتائج يرى مدير معهد بيليفيلد للأبحاث متعددة التخصصات حول الصراع والعنف أن هذه الدراسات جزء من ثقافة التحذير والتذكر في ألمانيا. مع إشارة صريحة إلى الديكتاتورية النازية التي سادت بها خلال الفترة بين 1933 إلى عام 1945. إذ أن الاشتراكية القومية نشأت في قلب المجتمع، وتم دعمها من قبل أفراد المجتمع، حتى لو تم الترويج بأن الدعاية والتحريض وإرهاب الدولة، تم فرضها من قبل النازية”.
وتضمنت الدراسة أيضا السؤال عن كيفية تعامل المجتمع مع الأزمات الراهنة. وكان الجواب أن 53 في المئة من الألمان يؤيدون العودة إلى الوطنية. إنهم يدعمون المزيد من الانغلاق عن العالم الخارجي للمجتمع. ويعتبرون القيم والفضائل الألمانية والالتزام بالواجبات المفترضة ضرورية للتعامل مع الأزمات.
يشار إلى وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت مؤخرا أنه تم حظر رابطة للنازية الجديدة تدعى “هامرسكينز دويتشلاند” وفروعها الإقليمية والمنظمة الفرعية لها.
وجاء في تبرير قرار الحظر أن الرابطة تتبنى اتجاهات مناهضة للنظام الدستوري ولفكرة التفاهم بين الشعوب، كما أن الغرض من الرابطة وأنشطتها تتعارض مع القوانين الجنائية. وأشار بيان الوزارة إلى أن الرابطة تسعى من خلال حفلاتها الموسيقية أيضاً إلى التأثير حتى على غير الأعضاء بها بأفكار يمينية متطرفة.
وقالت وزيرة الداخلية فيزر إن الحظر يمثل “ضربة قوية ضد التطرف اليميني المنظم”، مضيفة أن هذا يرسل “إشارة واضحة ضد العنصرية وذكرت الوزيرة أن التطرف اليميني لا يزال يمثل “أكبر تهديد متطرف لديمقراطيتنا.. لذلك نواصل العمل بكل تصميم على تفكيك الهياكل اليمينية المتطرفة”.