مدينة فاس تستعد لافتتاح متحف الثقافة اليهودية في حي الملاح لتعزيز الإرث الثقافي بالعاصمة العلمية للمملكة
تستعد مدينة فاس العريقة لافتتاح المتحف اليهودي الذي سيعزز الإرث الثقافي بالعاصمة العلمية للمملكة. إذ يستعد متحف الثقافة اليهودية بفاس، الذي يعد ثمرة جهود تهيئة وبناء إحدى البنايات اليهودية العتيقة الكائنة بحي الملاح، لافتتاح أبوابه قريبا في وجه عموم الزوار.
واستبق موعد الإعلان الرسمي عن افتتاح المتحف احتضانه، مراسيم توقيع اتفاقية شراكة لإنجاز الدراسة السينوغرافية لمتحف البطحاء لفنون الإسلام ، وتم خلال هذه المناسبة تقديم متحف الثقافة اليهودية بفاس، وذلك بحضور عدد من الشخصيات، من أكاديميين ومنتخبين وأفراد من الطائفة اليهودية بفاس ومكناس.
وفي هذا الصدد، قال هنري كوهن، عضو الطائفة اليهودية بفاس والخبير في التراث المعماري اليهودي، إنه روعي في تهيئة وبناء متحف الثقافة اليهودية الطابع المعماري اليهودي المغربي، مشيرا، إلى أن البناية الأصلية للمتحف، المتميزة بشرفاتها المطلة على الخارج، كانت في الأصل مستوصفا وروضا للأطفال في عهد تواجد الطائفة اليهودية بحي الملاح بمدينة فاس.
وأوضح كوهن، الذي واكب عن قرب إنجاز هذا المشروع، أن أعضاء الطائفة اليهودية بمدينتي فاس ومكناس، ممن حضروا مناسبة تقديم المتحف، عبروا عن إعجابهم به، مؤكدا أنه سيتم في القريب افتتاحه في وجه عموم الزوار.
وشدد على أن متحف الثقافة اليهودية بمدينة فاس يعد تحفة فريدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي، وأنه سيحظى باهتمام واسع من طرف يهود العالم والمهتمين بثقافة يهود المغرب.
وأبرز كوهن أن معروضات المتحف، من تحف ووثائق ومتعلقات، ستتعزز بقطع أثرية بحوزة “بول داهان”، أحد اليهود المغاربة المنحدرين من مدينة فاس، وصاحب متحف يهودي ببلجيكا، كما سيتم، وفقه، إثراءه بمتعلقات جمعها “إدمون كباي”، الحارس السابق للمقبرة الإسرائيلية بفاس، وأخرى عبارة عن مساهمات فردية ليهود مغاربة من مدينة فاس وخارجها.
ويذكر أن متحف الثقافة اليهودية بفاس، الذي أنجزت أشغال تهيئته وبنائه بتنسيق مع الطائفة اليهودية ومؤسسة متاحف المغرب، يمتد على مساحة مغطاة تفوق ألف متر مربع، وقد خصصت لإنجازه تكلفة مالية تناهز 10 ملايين درهم.
ويندرج إنجاز هذا المشروع في إطار تفعيل برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لفاس الذي تشرف عليه وكالة تنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس. ويروم البرنامج الحفاظ على الطابع المعماري للمدينة العتيقة لفاس والعناية بتراثها الثقافي والروحي، بما في ذلك الإرث اليهودي كمكون من مكونات الهوية المغربية.